كان الدب والثعلب صديقين .
وذات يوم اتفق الدب والثعلب على الادخار ..
وبعد مضيى عدة أسابيع ادخر الاثنان مبلغا من المال .
وفكرا أن يشتريا بهذا المال جرة من عسل النحل ، فذهبا
إلى السوق واشتريا جرة عسل گبيرة واذا بها إلى البيت .
قال الدب : العسل لذيذ .. هيا نفتح الجرة ، ونأكل
منها قليلا .. فصاح الثعلب مستنكرا في مگر ودهاء :
- كلا .. إننا لم نشترى العسل لنأكلة
كان الدب والثعلب صديقين .
فتساءل الدب في دهشة : ولم اشتريناه إذن
يا أحمر الرأس ؟
فرد عليه الثعلب : اشتريناه لنقدم منه للضيوف
فوافقة الدب على أن يتركا العسل للضيوف ، وألا
يذوق أى منهما قطرة منة مهما حدث ..
ثم حمل الصديقان جرة العسل ، وأخفاها في
تجويف شجرة ، قريبة من البيت .
ومرت أيام بعد ذلك اشتهى فيها الثعلب طعم
العسل ، فقرر أن يخدع صديقه الدب الطيب
گانا يجلسان معا في فناء البيت ، فهبت ريح
خفيفة ، واصطدمت بالباب ، فقال الثعلب : هناك
طرق على الباب .
ثم قفز من مكانه قائلا : سأری من الذي بالباب
فقال الدب : حسنا .. اذهب لترى من الباب .
فتح الثعلب الباب ، وانتظر بعض الوقت ، وكأنه
يتحدث إلى أحد بالخارج .. ثم عاد للدب فسأله : من
كان يطرق الباب يا أحمر الرأس ؟
فقال الثعلب كاذبا : إنه أحد أصدقائي .. إنه صدیقی
النمر .
فقال الدب : وماذا كان يريد ذو الجلد المخطط ؟
فقال الثعلب گاذبا : جاء يدعونی لحفل زفاف أخيه .
فقال الدب : حسنا .. اذهب إلى حفل
زفاف أخ صديقك ، وسأبقى أنا لحراسة البيت
خرج الثعلب وأغلق الباب وراءه بإحكام، ثم
تسلل في حذر إلى تجويف الشجرة ، وأخرج جرة
العسل .. ثم فتحها وشرب منها ، حتى شبع .. ثم
أغلقها وأعادها إلى مكانها .. وبعد أن تنزه قليلا
عاد إلى البيت ، فسأله الدب عن حفل الزفاف ، فقال
له إن الأمور قد سارت سيرا حسنا
ومضت عدة أيام ، فاشتاق الثعلب لطعم العسل .
فقال الثعلب للدب : هناك طرق على الباب
سأنهض لأرى من الطارق .
ولم يكن هناك أحد ، لكن الثعلب نهض وفتح
الباب ، ثم انتظر قليلا وكأنه يتحدث إلى أحد ..
فلما عاد سألة الدب قائلا : من الذي كان يطرق
الباب يا أحمر الرأس ؟
فقال الثعلب گاذبا : إنه صديقي الذئب .. يريد
منى أن أذهب معه في مشوار .
فقال الدب : حسنا .. اذهب معه ، وسأبقى لحراسة
البيت
وكما حدث في المرة السابقة ، تسلل الثعلب إلى
جرة العسل ، وفتحها ثم شرب منها حتى شبع ، ثم
أغلقها وأعادها إلى مكانها .. ثم ذهب للنزهه قليلا ،
وبعد ذلك عاد إلى البيت ، فسأله الدب عما تم في
مشواره ، فقال له : كل خير .. لقد قطعنا نصف
الطريق في حل المشكلة .. في المرة القادمة سوف
تنتهي المشكلة تماما
وبعد يومين اشتاق الثعلب إلى طعم العسل
الشهي ، ففعل كما فعل في المرتين السابقتين
وفي هذه المرة شرب كل العسل الذي كان في
الجرة ، ولم يبق منه قطرة واحدة
وعندما عاد سأله الأب قائلا : إلى أي حد
وصلتم في حل المشكلة يا أحمر الرأس ؟
فقال الثعلب وهو يلعق فمه ، مستمتعا بطعم
العسل : وصلنا إلى آخرها .. لقد انتهت المشكلة
وهنا فاجأه الدب بقوله : والعسل أيضا انتهى ،
أليس كذلك ؟
فقال الثعلب بمكر : ماذا تقول ؟ لا أدري عن أى
شيء تتحدث يا صدیقی .
فقال الدب : كنت أعرف منذ البداية أنك
تخرج لتأكل العسل وحدك .. ولهذا لم تعد بی
حاجة لصداقتك
وهذه القصة تقال لأولئك الذين يخونون
الصداقة ، ولا يؤدون حقها لأصدقائهم ، فأولئك
هم الأصدقاء الذين يجب أن نبتعد عنهم